إِنَّ الدُّنْيَا لَا تَخْلُو مِنَ المِحَنِ وَالِابْتِلَاءَاتِ، وَمِنْ أَعْظَمِهَا أَنْ يُصِيبَ الإِنْسَانَ ظُلْمًا مِنْ غَيْرِ فَالظُّلْمُ شَيْءٌ مَكْرُوهٌ فِي كُلِّ دِينٍ وَفِي كُلِّ قَلْبٍ سَلِيمٍ. وَقَدْ جَاءَ فِي الحَدِيثِ الشَّرِيفِ أَنَّ النَّبِيَّ ﷺ قَالَ:
مَا أَعْظَمَ هَذَا الكَلَامَ! الدُّعَاءُ عِبَادَةٌ، وَلَكِنْ إِذَا خَرَجَ مِنْ قَلْبٍ مَجْرُوحٍ، وَنَفْسٍ مَظْلُومَةٍ، فَإِنَّهُ يَصِلُ إِلَى اللهِ مُبَاشَرَةً، دُونَ حَوَاجِزَ وَلَا حُجُبٍ.
يَا لَهَا مِنْ قُوَّةٍ عَجِيبَةٍ! قَدْ يَكُونُ المَظْلُومُ فَقِيرًا لَا يَمْلِكُ سِوَى دَمْعَتِهِ، وَلَا يَقْدِرُ عَلَى أَخْذِ حَقِّهِ، وَلَكِنَّهُ يَمْلِكُ سِلَاحًا سِرِّيًّا: دُعَاءً صَادِقًا يَرْفَعُهُ إِلَى السَّمَاءِ.
وَمِنْ رَحْمَةِ اللهِ تَعَالَى أَنَّهُ يَنْصُرُ المَظْلُومَ، وَلَوْ بَعْدَ حِينٍ. فَإِيَّاكَ أَنْ تَحْقِرَ قَلْبًا كَسِيرًا، أَوْ تَظْلِمَ إِنْسَانًا ضَعِيفًا، فَقَدْ يَكُونُ دُعَاؤُهُ سَبَبَ سُقُوطِكَ وَأَنْتَ لَا تَدْرِي.
إِذًا، يَا صَدِيقِي، لَا تَغْتَرَّ بِقُوَّتِكَ أَوْ مَنْصِبِكَ، فَإِنَّ دَعْوَةَ المَظْلُومِ تَخْتَرِقُ السَّمَاءَ، وَتَبْلُغُ عَرْشَ الرَّحْمٰنِ، وَيَقُولُ اللهُ: "وَعِزَّتِي لَأَنْصُرَنَّكِ وَلَوْ بَعْدَ حِينٍ."
0 comments:
Post a Comment